histoire
  القضية الجزائرية ج01
 

المـــقــــــدمــــــــة:
خضعت الجزائر للاستعمار الفرنسي عام 1830 ومنذ ذلك التاريخ عمل المستعمر على إذلال شعبها وإهانته غير أن الجزائريين رفضوا الاستكانة والخضوع له وقد دفعهم ذلك إلى خوض غمار مقاومة شعبية دامت اكثر من سبعين عاما قدم خلالها هذا الشعب الأبي كل ما يملك من إمكانات لدهر العدو غير أن عدم تكافؤ موازين القوى أدى إلى انهزامه وتكبده خسائر كبيرة في الأرواح والأموال الشيء الذي دفعه إلى التفكير في تغيير أسلوب كفاحه من العسكري إلى السياسي خاصة وان هناك بعض العوامل التي تشجع على ذلك مثل:
1/ انعقاد مؤتمر الصلح بباريس عام 1919.
2/ ظهور مبادئ ولسن 14.
3/ ظهور فكرة حق الشعوب في تقرير المصير.
4/ انتشار الوعي السياسي في الجزائر.
5/ تعهد فرنسا بمنح الاستقلال لمستعمراتها.
هذه الأسباب وغيرها دفعت بالعديد من الوطنيين الجزائريين إلى تشكيل وفد سياسي للمشاركة في مؤتمر الصلح ورفع قضيتهم إليه , غيران المؤتمرون تصامموا على كل الوفود مما دفع بالوطنيين إلى إنشاء أحزاب سياسية الغرض منها رفع أصوات شعوبهم إلى العدو ومن بينها الوفد الجزائري.
وهكذا عرفت الساحة السياسية الجزائرية حركة سياسية نشطة تجلت مظاهرها في : 01
• دعاة المساواة بزعامة الأمير خالد حفيد الأمير عبد القادر التي أنشئت عام 1919 وكانت الحركة السياسية الوحيد إلى غاية 1930 داخل الجزائر ويعود سبب ذلك إلى كون هذه الحركة لقيت تأييدا من قبل كافة طبقات المجتمع الجزائري لأنها أرضت جماعة النخبة المثقفة ثقافة فرنسية وهذا لأنها نادت بفكرة المساواة بين الفرنسيين والجزائريين كما أرضت جماعة الإصلاح المثقفة ثقافة مزدوجة أو عربية إسلامية لأنها رفضت وحاربت فكرة الإدماج كما أرضت باقي الطبقات العاملة وغير المثقفة لكونها طالبت بتخفيف الضرائب على الجزائريين .
• دعاة الاستقلال: ظهر دعاة الاستقلال التام في العاصمة الفرنسية باريس عام 1927 بزعامة مصالي الحاج الذي حمل على عاتقه الدفاع عن قضية بلاده في عقر دار عدوه ونظرا لمطلبه الخطير والـلامقبول لدى الإدارة الفرنسية تعرض حزبه إلى مضايقات كثيرة أدت إلى حله عدة مرات وقد انتقل مصالي بنشاطه السياسي من فرنسا إلى الجزائر عام 1937 بعد تأسيسه لحزب الشعب الجزائري في 14/03/1937.
• دعاة الإدماج: ظهرت هذه الحركة بعد احتفال فرنسا بالذكرى المئوية الأولى لاحتلال الجزائر بزعامة كل من الدكتور ابن جلول والصيدلي فرحات عباس غير أن هذه لم تجد تأييدا لدى المجتمع الجزائري ماعدا المثقفين منهم بالفرنسية لكونها تخدم مصالحهم كما أنها لقيت معارضة شديدة واستنكار من قبل جمعية العلماء التي شن رئيسها الشيخ عبد الحميد بن بأديس عليهم حربا عشواء لانهم أنكروا وجود آمة جزائرية .
• دعاة الإصلاح : ظهرت هي الأخرى بعد احتفال فرنسا بالذكرى المئوية الأولى لاحتلال الجزائر وقد اقر برنامجها على أنها حركة إصلاحية ثقافية إلا أننا نستشف من برنامجها أنها جمعت بين الثقافة والإصلاح والدين والسياسية في آن واحد وهذا لمراوغة العدو التخلص من مضايقاته اللا منتهية يعود الفضل في تأسيسها إلى مجموعة من العلماء على رأسهم الشيخ عبد الحميد بن باديس.
• رغم إخلاف برامج هذه الأحزاب وتعددها إلا أن الإدارة الاستعمارية فضلت الاستجابة لمطالب دعاة الإدماج وكانت تهدف من وراء هذه الاستجابة إلى :
* تمزيق المجتمع الجزائري . 02
* التظاهر بتطبيق مطالب الشعب الجزائري أمام حلفائها.
وكرد فعل واع من الزعماء الوطنيين عقد أول مؤتمر وطني جزائري جمع كل أل أحزاب والاتجاهات السياسية عام 1936 أتخر عام 1937 عرف باسم المؤتمر الإسلامي أقاول والثاني خرج بقرارات رفضتها الإدارة الاستعمارية الفرنسية واستمر الصراع بين الجزائريين وفرنسا سياسيا إلى غاية سبتمبر 1939 تاريخ اندلاع الحرب العالمية الثانية وباندلاعها أصدرت الحكومة الفرنسية قرارا يقضي بحل كل الأحزاب والمنظمات ذات الطابع السياسي و إلقاء القبض على زعمائها وسجنهم. وبذلك شلت كافة النشاطات السياسية في الجزائر بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية واستمر الوضع على حاله إلى غاية نوفمبر 1942. حيث تمكن الحلفاء من تحرير منطقة شمال إفريقيا وهم يحملون معهم شعار حق الشعوب في تقرير المصير وكتطبيق لهذا القرار أطلق سراح جميع المعتقلين السياسيين الجزائريين ماعدا مصالي الحاج الذي بقي في سجنه إلى غاية 1946.
وسرعان ما أعاد الزعماء الوطنيون الجزائريون نشاطاتهم السياسية بعد إطلاق سراحهم وعلى الرغم من اختلاف اتجاهاتهم السياسية إلا انهم تحالفوا فيما بينهم بعد أن شاعت فكرة تقسيم الجزائر وقد أدت هذه الفكرة إلى تحالفهم وظهور ما عرف ببيان فيفري 1943 الذي تضمن مطالب الجزائريين.ومن بين الظروف والأسباب التي أدت إلى ظهوره
:

 
  Aujourd'hui sont déjà 8 visiteurs (13 hits) Ici!  
 
Ce site web a été créé gratuitement avec Ma-page.fr. Tu veux aussi ton propre site web ?
S'inscrire gratuitement