الوكالات المتخصصة
الوكالات المتخصصة منظمات عالمية، تحكمها أنظمتها الخاصة، ولها صلة بالأمم المتحدة، وتهتم بمشاكل عالمية، كالزراعة والمواصلات وظروف المعيشة والعمل والصحة. وبعض تلك الوكالات أقدم من الأمم المتحدة نفسها، ولها تنظيمها وعضويتها وأحكامها الخاصة. ترتبط كلٌّ منها مع الأمم المتحدة وفقًا لاتفاقية موقّعة بينهما. وتأخذ كل وكالة في اعتبارها توصيات الأمم المتحدة وتفيدها بالخطوات التي اتخذتها في سبيل تنفيذها. ويقوم المجلس الاقتصادي والاجتماعي بمساعدة الأمم المتحدة والوكالات المتخصصة لتعمل معًا بفاعلية.
وقد تم إنشاء كل وكالة ذات تخصص لمواجهة المسائل التي تقتضي التعاون بين عدة دول كالمواصلات والاتصالات بين مختلف الدول. والبعض الآخر لمساعدة الدول التي عانت كثيرًا من ويلات الحرب أو التي نالت استقلالها حديثًا. وتقوم تلك الوكالات بتقديم القروض أو تتعاون في مجال التربية أو أي مجالٍ آخر.
________________________________________
وكالات الأمم المتحدة المتخصصة
________________________________________
الاتحاد الدولي للاتصالات يقوم بتنسيق وتعزيز التعاون بين الدول لمواجهة المشاكل المتعلقة بالاتصالات الإذاعية والهاتفية والبرقية وتلك التي تتم عبر الأقمار الصناعية.
اتحاد البريد العالمي يعمل على تحقيق التعاون العالمي لتيسير عملية تبادل الرسائل.
البنك الدولي يعرف رسميًا بالبنك الدولي للإنشاء والتعمير (آي.بي آر. دي) ويمنح قروضه لمساعدة مختلف الأقطار في تنفيذ مشاريعها كالسدود ومحطات الطاقة الكهربائية والسكك الحديدية.
رابطة التنمية الدولية (إيدا) تعمل مع البنك الدولي وتقوم بمنح القروض بشروط أيسر وأكثر مرونة من شروط البنك الدولي أو مؤسسة التمويل الدولية.
الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد) يقوم بتمويل مشاريع لزيادة الإنتاج الغذائي في الدول النامية.
صندوق النقد الدولي
(آي. إم. إف) يساعد في تقريب الخلاف بين النظم النقدية التي تستعملها مختلف الدول وبذلك يسهل عملية التجارة بين الدول.
مؤسسة التمويل الدولية (آي. إف. سي) تعمل مع البنك الدولي وتستهدف دعم التنمية في المشروعات الصغيرة والخاصة. وتمنح القروض في أكثر الأحيان إلى المشروعات الحكومية الكبيرة.
منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) تساعد على تحسين إنتاج المزارع والغابات ومناطق صيد الأسماك.
منظمة الأمم المتحدة للتنميةالصناعية (يونيدو) تقوم بتنظيم وتمويل المشاريع الصناعية في الدول النامية.
المنظمة الدولية للطيران المدني (إيكاو) تعمل من أجل تحقيق قدر أكبر من السلامة في الخدمات الجوية ومن أجل نظم عالمية نموذجية موحدة للطيران العالمي.
المنظمة الدولية للملاحة البحرية (إمو) تشجع التعاون في شؤون ونظم النقل البحري.
منظمة الصحة العالمية (دبليو. إتش. أو) هي الوكالة الرئيسية في العالم لمواجهة المشاكل الصحية.
المنظمة العالمية للأرصاد الجوية
(دبليو. إم. أو) تعمل على دعم التعاون بين الدول فيما يتعلق برصد حالة الطقس.
المنظمة العالمية للملكية الفكرية (وايبو) تعمل لدعم التعاون بين الدول لحماية الأعمال الفنية، والأدبية، والاختراعات والعلامات التجارية ضد التقليد.
منظمة العمل الدولية (آي. إل. أو) تساعد في تحسين ظروف العمل والمعيشة في أنحاء العالم.
اليونسكو
(منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة) تقوم بتعزيز التعاون الدولي في مجالات التربية والعلوم والثقافة لتطويرها وتحقيق قدر أكبر من التفاهم بين الأمم.
نشاط الأعضاء
الوفود. لكل دولة نظمها الخاصة لتعيين مندوبيها في الأمم المتحدة. وعادة ما يقوم رئيس الدولة أو رئيس مجلس الوزراء، لأي دولة عضو بترشيح المندوبين، وربما يحتاج ترشيحهم إلى موافقة السلطة التشريعية الوطنية. ولكل بعثة من أي دولة رئيس يعتبر هو الممثل الرسمي لتلك الدولة في الأمم المتحدة.
يحتفظ أغلب أعضاء الأمم المتحدة ببعثة دائمة في مركزها الرئيسي تتكون من عضو واحد أو أكثر. والبعثة الدائمة تساعد على المشاركة في المشاريع طويلة المدى ومتابعة التطورات الجارية.
إزالة حاجز اللغة. يتكلم مندوبو الأمم المتحدة عشرات اللغات، لكن عند مباشرة الأعمال الرسمية تستعمل الأمم المتحدة ستَّ لغات فقط، وهي العربية والصينية والإنجليزية والفرنسية والروسية والأسبانية. ويجوز للمندوبين مخاطبة الجمعية العامة بأيِّ لغة إذا قدموا ترجمة بواحدة من اللغات الرسمية. وهناك مترجمون مهرة يقومون بالترجمة الفورية إلى كل من اللغات الرسمية الأخرى. ويضع المندوبون سماعات على آذانهم للاستماع للترجمة التي يختارونها.
المجموعات ذات المصالح المشتركة. بازدياد عضوية الأمم المتحدة التقت الدول في مجموعات متشابهة. فهناك مجموعة الدول الإفريقية، ومجموعة الدول العربية، ومجموعة الدول الآسيوية، وتشكل دول أمريكا اللاتينية، باستثناء كوبا الشيوعية، مجموعة أخرى. وتجتمع جميع تلك المجموعات بانتظام لأسباب مختلفة؛ مثلاً للاتفاق على خطة عمل أو الاتفاق على مرشحين في أيِّ انتخابات تُجريها الأمم المتحدة. ويجتمع أعضاء دول الكومنْولث بانتظام للمناقشة، ولكن نادرًا ما يُصوتون كمجموعة. وهناك أقلية من الدول من بينها (إسرائيل) والولايات المتحدة لا يجتمع ممثلوها ولا يُصوّتُون بانتظام مع أيِّ مجموعة.
خدمات النشر والإعلام. تُوفِّر الأممُ المتحدة معلومات عن أعمالها للدول الأعضاء وللجمهور. ويقوم كل فرع رئيسي، كما تقوم الكثير من وكالات الأمم المتحدة، بنشر وثائق تحتوي على ملخص كامل لنشاطها. وتوفر تلك الوثائق المعلومات التي تساعد الأعضاء على أداء واجباتهم.
وتقوم الأمم المتحدة كذلك بإصدار مطبوعات تهم الجمهور. فنشرة الأمم المتحدة الشهرية مثلاً تعرض الأعمال التي قامت بها الأمم المتحدة في كل شهر. وهناك كُتيبات حول بعض المواضيع كالإحصاء وحقوق الإنسان والتنمية الاقتصادية، وتصدر منشورات الأمم المتحدة بعدة لغات أو بجميع لغاتها الرسمية الست.
ولدى الأمم المتحدة مكتب إعلامي يعد جزءًا من الأمانة العامة. ومن مسؤولياته توجيه المكاتب الإعلامية التابعة للأمم المتحدة في حوالي خمسين مدينة في أنحاء العالم، وكل مكتب يوفر معلومات عن الأمم المتحدة في المناطق المجاورة له.
العمل من أجل التقدم
إن هدف الأمم المتحدة الذي تزداد أهميته باطراد، هو جعل العالم الذي نعيش فيه أفضل وأكثر أمانًا. ومن الطرق التي تسلكها الأمم المتحدة في سبيل تحقيق هذا الهدف هو تقديمها أنواعًا مختلفة من المساعدات للدول، وكذلك لمجموعات بشرية مختلفة. وتعمل الأمم المتحدة من أجل التقدم ومجالات كثيرة أخرى بما في ذلك حقوق الإنسان، واستعمال الطاقة الذرية للأغراض السلمية وحماية البيئة.
العون الاقتصادي والفني. يتكون من المنح والقروض والبرامج التدريبية، والوسائل الأخرى التي تساعد الدول على تنمية مواردها وإنتاجها وتجارتها. فبعد الحرب العالمية الثانية قام البنك الدولي وصندوق النقد الدولي بتقديم العون المالي للدول المتأثرة بالحرب، إلا أن العون الذي استطاع تقديمه كان قليلاً بالمقارنة مع احتياجات تلك الدول. وقد اعتمدت غالبية دول أوروبا الغربية على الولايات المتحدة لمساعدتها في التغلب على آثار الحرب.
وبازدياد عدد الدول الفقيرة التي انضمت للأمم المتحدة بدأت الهيئة في تقديم المساعدة لها. وكانت موارد تلك الدول متخلفة أو تنمو ببطء، والكثير منها نال استقلاله بعد الحرب العالمية الثانية.
خصّصت الأمم المتحدة الفترة بين عامي 1961م و1970م أول عقود الأمم المتحدة العشرية للتنمية. وكان هدف الأمم المتحدة خلال العقد العشري للتنمية هو مساعدة الدول النامية على زيادة دخلها القومي بنسبة 5% كل عام. وطلب من الدول الصناعية التبرع للبرنامج بنسبة 1% من دخلها القومي السنوي.
لم يُحقق عقد التنمية العشري الأول جميع أهدافه، إلا أنه حقق بعض التطور. فقد زاد البنك الدولي من عدد قروضه وحجمها لتشييد الطرق والمصانع والمشاريع المشابهة. وفي عام 1964م عقدت الأمم المتحدة مؤتمر التجارة والتنمية (أنكتاد). وكان القصد الأساسي من هذا المؤتمر هو تشجيع التجارة الدولية خاصة بين الدول الغنية المتقدمة والدول الفقيرة النامية. وقام المؤتمر بتكوين مجلس للتجارة والتنمية، وصار المؤتمر نفسه جهازًا دائمًا من أجهزة الجمعية العامة، يقرر إجراءات البرامج التي تتخذها الأمم المتحدة فيما يتعلق بالتجارة والتنمية. ويقوم مجلس التجارة والتنمية بتنفيذ قرارات المؤتمر. ويجتمع المجلس مرتين في السنة على الأقل لبحث بعض الموضوعات كتحسين النقل البحري الدولي ومساعدة الدول النامية لتسويق منتجاتها.
وفي عام 1965م قامت الأمم المتحدة بتوحيد برامجها للعون الفني لتكوين برنامج الأمم المتحدة للتنمية (يو. إن. دي. بي). ويقوم البرنامج بمساعدة الدول لإجراء دراسات عن مواردها الطبيعية غير المُستَغلة، بهدف إيجاد طرق لاستغلالها. فهو يقترح للدول ـ مثلاً ـ طرقًا لإنشاء مزارعها ومناجمها، ولتحسين إنتاجية موارد المياه فيها، كما يساعد الشعوب على تعلم المهارات اللازمة لتنمية الموارد في بلادها. وقد ساعدت الأمم المتحدة حوالي نصف مليون رجل وامرأة لتعلم طرق الإدارة والعمل في صناعات تعود بالفائدة على بلدانهم.
وفي عام 1966م أنشأت الجمعية العامة منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (يونيدو) لتشجيع الصناعة في الدول النامية.
خلال العقود الأخيرة من القرن العشرين ضاعفت الأمم المتحدة من مجهوداتها لتوسيع التجارة الدولية وتوفير العون الاقتصادي والفني، كما عملت كذلك على مساعدة الدول النامية لتنظيم الزيادة في عدد السكان، ودعمت الخطط التي ترمي إلى نزع السلاح في العالم.
إغاثة اللاجئين. تعين الأمم المتحدة اللاجئين بحماية حقوقهم القانونية، وتزويدهم بالغذاء والمأوى، وتوطينهم. وقد أعلنت الأمم المتحدة أن الحقوق القانونية للاجئين تشمل حق العمل والتعليم وحرية الاعتقاد.
وأثناء الحرب العالمية الثانية تعاونت 44 دولة على تشكيل إدارة الأمم المتحدة لإغاثة وإعادة تأهيل اللاجئين (أونرا) بهدف الإغاثة أثناء الحرب. وبعد إنشاء الأمم المتحدة تم استبدال أونرا بالمنظمة الدولية لشؤون اللاجئين (إرو) وهي وكالة متخصصة. وبحلول عام 1951م انتهت معظم المشاكل التي سببتها الحرب وانتهت معها المنظمة الدولية لشؤون اللاجئين.
وفي عام 1951م قامت الجمعية العامة بإنشاء مكتب مندوب الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين، وساعدت هذه الوكالة اللاجئين في الكثير من الأقطار. والواجب الأساسي للمندوب السامي هو حماية حقوق اللاجئين في الأقطار الأجنبية. ولمكتب المندوب السامي صندوق صغير يتم تمويله بوساطة التبرعات، ولكنه، بصورة عامة، يجب أن يعمل من خلال الحكومة أو بوساطة الوكالات الخاصة.
وتملك الأمم المتحدة وكالة خاصة لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين هي وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأوسط (أونروا). وقد أنشأتها الجمعية العامة لمساعدة الفلسطينيين العرب الذين طردتهم إسرائيل من بلادهم فلسطين عام 1948م وفي حروب أخرى مع العرب.
واستمرت الحرب في تلك المنطقة حتى صار عدة ملايين من العرب بلا مأوى. ولكن الأنروا لا تستطيع إيجاد مأوى لأولئك اللاجئين، في حالة استمرار الحرب بين الدول العربية وإسرائيل، ولا تستطيع أن تفعل أكثر من تزويدهم بالطعام والمأوى والعناية الطبية وخدمات أخرى، كما أن مقدرة الأنروا المادية محدودة. وفي منتصف الثمانينيات من القرن العشرين استطاعت أن تنفق مبلغًا ضئيلاً فقط على كل لاجئ. واقتصرت مساعدات الأنروا الآن على مجالات التعليم والصحة فقط.
رعاية الطفولة. أنشأت الجمعية العامة الصندوق الدولي لرعاية الطفولة (اليونيسيف) عام 1946م، وكانت مهمة اليونيسيف توفير الغذاء والملابس والمواد الطبية لضحايا الحرب العالمية الثانية من الأطفال. وبالرغم من انتهاء حالة الطوارئ التي سببتها الحرب في أوائل الخمسينيات، إلا أن اليونيسيف صارت من الشهرة بمكان جعل الجمعية العامة تقرر استمرارها كجهاز دائم عام 1953م. وصارت اليونيسيف حاليًا توفر الرعاية لنمو الأطفال والعناية بهم وتدريبهم وتنظيم الأسرة. وتنشط اليونيسيف بصفة خاصة في الدول النامية وفي مختلف حالات الطوارئ في أنحاء العالم.
ويتم تمويل اليونيسيف من التبرعات، ويأتي ثلاثة أرباع التمويل من الحكومات، والباقي بالطرق الخاصة.: ا.
حقوق الإنسان. في عام 1946م، قامت الأمم المتحدة بتشكيل لجنة حقوق الإنسان كجزء من المجلس الاقتصادي والاجتماعي، وقامت اللجنة بصياغة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي أجازه جميع أعضاء الجمعية العامة عام 1948م. وقد عبر الإعلان عن الأمل في أن تعمل الشعوب على احترام حقوق الإنسان وكرامة الآخرين. وقد أدرجت أجزاء من الإعلان في دساتير كل من إلسلفادور وهاييتي، وإندونيسيا، والأردن، وليبيا، وبورتوريكو، وسوريا.
حظيت قضايا التفرقة العنصرية باهتمام الأمم المتحدة أكثر من أيِّ موضوع آخر طرِح أمامها. كانت تلك المسائل، بالإضافة إلى الاستعمار والتنمية الاقتصادية، هي الشاغل الأساسي للمندوبين الإفريقيين والآسيويين الذين يُمثلون أغلبيةً في الأمم المتحدة. وفي عام 1965م، أجازت الجمعية العامة اتفاقية تُعرف بالاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري، وأصبحت هذه الاتفاقية سارية عام 1969م، بعد أن وافقت عليها حكومات 27 دولة. وهناك اتفاقيات مشابهة ُتعالج الرق وحقوق اللاجئين وجرائم الإبادة الجماعية لشعب أو طائفة دينية أو عرقية.
وفي عام 1998م، وافقت 139 دولة على إنشاء المحكمة الجنائية الدولية. وتنظر المحكمة في القضايا المتعلقة بالابادة الجماعية و جرائم الحرب والجرائم في حق الإنسانية. وبدأت المحكمة أعمالها في يوليو 2002م في لاهاي بهولندا.
الاستعمالات السلمية للطاقة النووية. في عام 1953م، اقترح دوايت أيزنهاور، رئيس الولايات المتحدة على الجمعية العامة أن توفر الحكومات المواد النووية لوكالة دولية لتستخدمها في تطوير الاستعمالات السلمية للطاقة النووية
|