histoire
  هيئة الامم ج 05
 

وفي عام 1957م أنشأت الأمم المتحدة الوكالة التي اقترحها أيزنهاور، وأطلقت عليها اسم وكالة الطاقة الذرية الدولية (آي. ايه. إي. ايه) وهي مستقلة عن الأمم المتحدة، ولكنها تعمل بالتنسيق معها، ومسؤوليتها الأساسية هي تشجيع الاستعمال السلمي للطاقة النووية. وتحاول الوكالة أن تتأكد كذلك من أن المواد النووية التي توفرها الدول الأعضاء أو تكون في حوزتها لا تُستعمل في ُصنع الأسلحة. وقد طوَّرت رقابتها على المواد النووية التي في حوزة أعضائها وتقوم بإجراء تفتيش سنوي على المواد والأجهزة النووية في كثير من الدول. وجميع المشاريع النووية التابعة لوكالة الطاقة الذرية في أمريكا اللاتينية وآسيا ومنطقة المحيط الهادئ تعمل وفقًا لإجراءات السلامة التي اعتمدتها الوكالة. وهناك اتفاقية تمنع نشر الأسلحة النووية أصبحت ساريةً اعتبارًا من مارس 1970م، إلا أن إسرائيل لم توقع على هذه الاتفاقية حتى الآن. والوكالة مسؤولة عن التفتيش إلى الحد الذي يؤكد عدم الإخلال بالاتفاقية.
تتعاون وكالة الطاقة الذرية الدولية مع كثير من الوكالات الأخرى للحث على تبادل المعلومات النووية. وتُشجع كذلك البحث والاختبارات المتعلقة بالوقود الذري والطب الذري وتحلية مياه البحر واستعمالات أخرى للطاقة النووية.
حماية البيئة. تقرر خلال أحد المؤتمرات التي عقدت سنة 1972م تنظيم برنامج يدعو إلى تشجيع التعاون العالمي لمحاربة التلوث. وفي شهر يونيو 1992م عقد مؤتمر الأمم المتحدة الخاص بالبيئة والتنمية في ريودي جانيرو بالبرازيل وأشير إليه باسم قمة الأرض. وقد وقع معظم الدول خلال المؤتمر على معاهدتين وافقت الدول بموجبهما على خفض مقادير إطلاق الغازات، مثل ثاني أكسيد الكربون، التي يعتقد أنها تسبب ارتفاع درجة حرارة الأرض. كما وافقت على حماية بعض أنواع الحيوانات المهددة بالانقراض، والتعاون في مجالات التقنية الوراثية والبيولوجية، وأصدرت بيانات مشتركة حول مبادئ حماية الغابات والوسائل المؤدية إلى التنمية الاقتصادية والتقليل من الأضرار بالنظام البيئي والموارد التي لا يمكن الاستعاضة عنها. وقد وافقت الدول الصناعية على تقديم المعونة للدول النامية، إلا أنه لم يمكن التوصل إلى الاتفاق حول كبح جماح النمو السكاني الذي يعتقد بعض من العلماء بأنه من أكبر العوامل التي تهدد البيئة في زعمهم.
مكافحة الجوع. كانت محاربة الجوع دائمًا من الأهداف الرئيسية للأمم المتحدة. لذلك أنشأت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) في عام 1945م، وهي وكالة متخصصة وتعمل من أجل تحسين الإنتاج وتوزيع الأغذية والمنتجات الزراعية الأخرى. وبدأ برنامج الغذاء العالمي عام 1962م كمشروع مشترك بين الأمم المتحدة والفاو، ويهدف لتوفير الإغاثة الغذائية في حالات الطوارئ ومساعدة الدول النامية.
وفي السبعينيات من القرن العشرين انخفض الإنتاج الغذائي في كثير من الدول، بينما كان عدد السكان في ازدياد. وفي عام 1974م اجتمع مؤتمر الغذاء العالمي في روما لمناقشة النقص في الغذاء. وأنشأ هذا المؤتمر وكالة جديدة تابعة للأمم المتحدة هي مجلس الغذاء العالمي. ويقوم المجلس بتنسيق تسليم حوالي عشرة ملايين طن من الغذاء تُرسل للدول النامية سنويًا. ويقوم كذلك بتجميع احتياطي الغذاء العالمي للاستفادة منه في أوقات المجاعة. ويعمل المجلس من خلال وكالات أخرى تقوم بتوفير الغذاء بما في ذلك الفاو وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية (يو. ان. دي. بي) واليونيسيف، وقد أنشأ مؤتمر روما نظامًا عالميًا للإنذار المبكر لاكتشاف أي نقص في الغذاء قبل وقوعه.

إنشاء الأمم المتحدة
في بداية الحرب العالمية الثانية هرب ممثلو تسع دول أوروبية إلى لندن، بعد أن طردوا من بلادهم، نتيجة لسقوط أجزاء كبيرة من أوروبا، واستيلاء ألمانيا النازية عليها. واجتمع ممثلو بريطانيا ودول الكومنولث مع رؤساء بلجيكا وتشيكوسلوفاكيا السابقة وفرنسا واليونان ولوكسمبرج وهولندا والنرويج وبولندا ويوغوسلافيا (سابقًا). وفي 12يونيو 1941م قامت جميع تلك الدول بتوقيع إعلان تعاهدت فيه على العمل من أجل عالم حر يعيش فيه الناس في أمن وسلام. ويعرف هذا التعهد عادة باسم إعلان الحلفاء وكان هذا الإعلان هو الخطوة الأولى نحو إنشاء الأمم المتحدة.
ميثاق الأطلسي. صدر ميثاق الأطلسي بعد شهرين من إعلان الحلفاء، وقام بتوقيعه فرانكلين روزفلت رئيس الولايات المتحدة وونستون تشرتشل رئيس وزراء بريطانيا. وعبر الميثاق عن أملهما في عالم يتحرر فيه البشر من الخوف والحاجة.كما عبر عن رغبتهما في العمل على نزع السلاح والتعاون الاقتصادي..
وفي أول يناير 1942م، قام ممثلو 26 دولة بتوقيع إعلان الأمم المتحدة وكان هذا أول استعمال رسمي لتعبير الأمم المتحدة. ودعم هذا الإعلان من أهداف ميثاق الأطلسي وقامت 21 دولة أخرى بتوقيعه لاحقًا.
وفي 30 أكتوبر 1943م قام ممثلو الصين وبريطانيا والاتحاد السوفييتي السابق والولايات المتحدة الأمريكية بتوقيع إعلان موسكو للأمن العام. ووافق هذا الإعلان على فكرة إنشاء هيئة عالمية للمحافظة على السلم العالمي. وبعد شهر من ذلك اجتمع روزفلت وتشرتشل وجوزيف ستالين، رئيس الاتحاد السوفييتي السابق، في طهران ـ بإيران. وأعلن ثلاثتهم عن اعترافهم بمسؤولية جميع الأمم المتحدة عن تحقيق السلام الدائم..
مؤتمر دمبارتون أوكس. في الفترة بين أغسطس وأكتوبر 1944م عقد ممثلو الصين وبريطانيا والاتحاد السوفييتي السابق والولايات المتحدة عدة اجتماعات في دمبارتون أوكس ـ بواشنطن ـ بالولايات المتحدة. وكان هدف تلك الاجتماعات وضع خطة لتشكيل منظمة لحفظ السلام. وقد نجحت الدول الأربع في وضع خطة أساسية رغم اختلافها في بعض المسائل المهمة. ومن السمات الرئيسية لتلك الخطة وضعها لمجلس أمن تُمثل فيه بصفة دائمة كلٌ من الصين وفرنسا وبريطانيا والاتحاد السوفييتي السابق والولايات المتحدة. ولكن لم تحسم مسألة حقوق التصويت وإجراءات المجلس.
في فبراير 1945م اجتمع روزفلت وتشرتشل وستالين في يالتا في القَرْم. وفي هذا الاجتماع تم الاتفاق بينهم على بعض الإجراءات ذات الأهمية الضئيلة التي لا يجوز للأعضاء الدائمين استعمال حق الاعتراض الفيتو بشأنها. وأعلن الرؤساء الثلاثة عن افتتاح مؤتمر للأمم المتحدة في سان فرانسيسكو في 25 أبريل 1945م. وقد استفاد هذا المؤتمر من الخطة التي وضعت في مؤتمر دمبارتون أوكس لإعداد ميثاق للأمم المتحدة.
مؤتمر سان فرانسيسكو. اجتمع مندوبون من 50 دولة في سان فرانسيسكو لافتتاح مؤتمر الأمم المتحدة لإنشاء منظمة عالمية. تم افتتاح المؤتمر في 25 أبريل 1945م بعد ثلاثة عشر يومًَا من وفاة روزفلت، وقبل اثني عشر يومًا من هزيمة ألمانيا وقبل أربعة أشهر من الانتصار على اليابان.
وفي المؤتمر نشأت بعض الخلافات العميقة بين الثلاثة الكبار، بريطانيا والاتحاد السوفييتي السابق والولايات المتحدة، والدول الأصغر الأقل قوة.كان الثلاثة الكبار يعتقدون أن في وسعهم ضمان السلم إذا استمروا في التعاون كما كانوا أثناء الحرب، وأصروا على أن يخولهم ميثاق الأمم المتحدة سلطة الاعتراض على قرارات مجلس الأمن، أي حق الفيتو. وقاومت الدول الصغيرة حق الفيتو إلا أنها لم تنجح في محاولاتها، إنما نجحت في تدعيم أهمية فروع الأمم المتحدة الأخرى كالجمعية العامة والمجلس الاقتصادي والاجتماعي. وفي تلك الأجهزة أمكن تقسيم المسؤولية بتساو أكثر مما هو عليه الحال في مجلس الأمن. وقد ساعدت المجهودات التي بذلتها الدول الصغيرة في خلق منظمة لها سلطات ومسؤوليات واسعة.
وفي 1945م صوتت جميع الدول التي اشتركت في المؤتمر على قبول الميثاق. ولم تتمكن بولندا من حضور المؤتمر إلا أنها قامت لاحقًا بتوقيع الميثاق كعضو أصيل. وكان من الضروري بعد ذلك أن توافق على الميثاق حكومات أعضاء مجلس الأمن الدائمين وحكومات أغلبية الدول الأخرى التي قامت بتوقيعه، وأصبح الميثاق ساريًا اعتبارًا من 24 أكتوبر 1945م، وهو التاريخ الذي يتم الاحتفال به سنويًا بصفته يوم الأمم المتحدة.
إنشاء مقر الأمم المتحدة الرئيسي. افتُتحت الدورة الأولى للجمعية العامة في لندن ـ في بداية عام 1946م حيث تناول الأعضاء مسألة مقر المركز الرئيسي. وبعد أخذ الدعوات المقدمة من مختلف الدول في الاعتبار، استقر الرأي على أن يكون مقر المركز الرئيسي في الولايات المتحدة. وفي 14 ديسمبر 1946م قبلت الجمعية العامة مبلغ 5,8 مليون دولار أمريكي هديةً من الأمريكي جون روكفلر، لشراء 7 هكتارات من الأرض على شاطئ إيست ريفر في مدينة نيويورك التي تبرعت هي أيضًا بقطعة أرض إضافية في تلك المنطقة. وفي عام 1947م وافقت الجمعية العامة على تصميم بناء المقر الرئيسي. وفي العام الذي تلاه وافق الكونجرس الأمريكي على منح 65 مليون دولار أمريكي كقرض بدون فوائد لإنشائها. وتم إنجاز المباني في خريف 1952م.

 
  Aujourd'hui sont déjà 66 visiteurs (93 hits) Ici!  
 
Ce site web a été créé gratuitement avec Ma-page.fr. Tu veux aussi ton propre site web ?
S'inscrire gratuitement